وقال الروياني : إن من ذبح للجن وقصد به التقرب إلى الله تعالى ليصرف شرهم عنه فهو حلال، وإن قصد الذبح لهم فحرام ؛ ومما يوضح لك سر هذا الانتظام ويزيده حسناً أن هذه الآيات كلها من قوله تعالى ﴿إن الله فالق الحب والنوى﴾ [ الأنعام : ١٠٠ ] إلى آخر السورة تفصيل لقوله تعالى في أول السورة ﴿قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السماوات والأرض﴾ [ الأنعام : ١٤ ]، فلما ذكر إبداعه السماوات والأرض بقوله ﴿إن الله فالق الحب والنوى﴾ [ الأنعام : ٩٥ ] ونحوه، وأنكر اتخاذ من دونه بقوله ﴿وجعلوا لله شركاء الجن﴾ [ الأنعام : ١٠٠ ] وما نحا نحوه، قال ﴿فكلوا﴾ [ الأنعام : ١١٨ ] إشارة إلى ﴿وهو يطعم ولا يطعم﴾ [ الأنعام : ١٤ ] وقوله ﴿أو من كان ميتاً فأحييناه﴾ [ الأنعام : ١٢٢ ] وقوله ﴿فمن يرد الله أن يهديه﴾ [ الأنعام : ١٢٥ ] ونحوهما إشارة إلى قوله ﴿قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم﴾ [ الأنعام : ١٤ ]، وقوله ﴿ويوم نحشرهم جميعاً﴾ [ الأنعام : ٢٢ ] ونحوه مشير إلى ﴿إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم﴾ [ الأنعام : ١٥ ].


الصفحة التالية
Icon