والرابع : في النبي ﷺ، وأبي جهل، قاله مقاتل.
والخامس : أنها عامة في كل مؤمن وكافر، قاله الحسن في آخرين. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ﴾
أي وإن شياطين الجن قاله ابن عباس وعبد الله بن كثير.
وقال عكرمة : مردة الإنس من مجوس فارس وتقدم ذكر كتابتهم إلى قريش أي ليوسوسون إلى كفار قريش بإلهامهم تلك الحجة في أمر الذبائح التي تقدّم ذكرها، أو على ألسنة الكهان في زمانهم ليجادلوكم.
قال الزمخشري بقولهم : ولا تأكلون ما قتله الله، وبهذا ترجح تأويل من تأول بالميتة ؛ انتهى.
والأحسن حمل الآية على عدم التخصيص بما ذكروه بل هذا إخبار أن ما صدر من جدال الكفار للمؤمنين ومنازعتهم فإنما هو من الشياطين يوسوسون لهم بذلك ولذلك ختم بقوله :
﴿ وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ﴾ أي وإن أطعتم أولياء الشياطين إنكم لمشركون لأن طاعتهم طاعة للشياطين وذلك إشراك ولا يكون مشركاً حقيقة حتى يطيعه في الاعتقاد، وأما إذا أطاعه في الفعل وهو سليم الاعتقاد فهو فاسق وهذه الجملة إخبار يتضمن الوعيد وأصعب ما على المؤمن أن يشبه المشرك فضلاً أن يحكم عليه بالشرك.
وحكي عن ابن عباس أن الذين جادلوا بتلك الحجة قوم من اليهود وضعف بأن اليهود لا تأكل الميتة اللهم إلا أن قالوا ذلك على سبيل المغالطة وإجابتهم عن العرب فيمكن وجواب الشرط.