واعلم أن حصول هذا الضلال والإضلال لا يخرج عن أحد أمور ثلاثة : أولها : المباحث المتعلقة بالإلهيات فإن الحق فيها واحد، وأما الباطل ففيه كثرة، ومنها القول بالشرك إما كما تقوله الزنادقة وهو الذى أخبر الله عنه في قوله :﴿وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء الجن﴾ [ الأنعام : ١٠٠ ] وإما كما يقوله عبدة الكواكب.
وإما كما يقوله عبدة الأصنام، وثانيها : المباحث المتعلقة بالنبوات.
إما كما يقوله من ينكر النبوة مطلقاً أو كما يقوله من ينكر النشر.
أو كما يقوله من ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
ويدخل في هذا الباب المباحث المتعلقة بالمعاد.
وثالثها : المباحث المتعلقة بالأحكام، وهي كثيرة، فإن الكفار كانوا يحرمون البحائر والسوائب والوصائل ويحللون الميتة، فقال تعالى :﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الأرض﴾ فيما يعتقدونه من الحكم على الباطل بأنه حق، وعلى الحق بأنه باطل يضلوك عن سبيل الله، أي عن الطريق والمنهج الصدق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٣٣﴾


الصفحة التالية
Icon