قال القاضي أبو محمد : واتفقوا على أن الذي في الظلمات أبو جهل بن هشام، إلى حاله وحال أمثاله هي الإشارة والتشبيه بقوله ﴿ وكذلك جعلنا في كل قرية ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن الجوزى :
وفي قوله :﴿ كان ميتاً فأحييناه ﴾ قولان.
أحدهما : كان ضالاً فهديناه، قاله مجاهد.
والثاني : كان جاهلاً، فعلَّمناه، قاله الماوردي.
وقرأ نافع :"ميّتاً" بالتشديد.
قال أبو عبيدة : الميتة، مخففة : من ميّتة، والمعنى واحد.
وفي "النور " ثلاثة أقوال.
أحدها : أنه الهدى، قاله ابن عباس.
والثاني : القرآن، قاله الحسن.
والثالث : العلم.
وفي قوله :﴿ يمشي به في الناس ﴾ ثلاثة أقوال.
أحدها : يهتدي به في الناس، قاله مقاتل.
والثاني : يمشي به بين الناس إلى الجنة.
والثالث : ينشر به دينه في الناس، فيصير كالماشي، ذكرهما الماوردي.
قوله تعالى :﴿ كمن مثله ﴾ المثل : صلة ؛ والمعنى : كمن هو في الظلمات.
وقيل : المعنى : كمن لو شُبّه بشيء، كان شبيهُه مَنْ في الظلمات.
وقيل : المراد بالظلمات هاهنا : الكفر.
قوله تعالى :﴿ وكذلك زين ﴾ أي : كما بقي هذا في ظلماته لا يتخلص منها، كذلك زين ﴿ للكافرين ما كانوا يعملون ﴾ من الشرك والمعاصي. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ﴾
قال ابن عباس : نزلت في حمزة وأبي جهل رمي الرسول بفرث فأخبر بذلك حمزة حين رجع من قنصه وبيده قوس، وكان لم يسلم فغضب فعلاً بها أبا جهل وهو يتضرع إليه ويقول : سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف آباءنا، فقال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله وأسلم.
وعن ابن عباس أيضاً أنها نزلت في عمار وأبي جهل.