وقرأ الباقون :﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ ﴾ بتشديد الصاد والعين بغير ألف لأن أصله يتصعد فأدغم التاء في الصاد ثم قال :﴿ كذلك يَجْعَلُ الله الرجس ﴾ يعني : العذاب ﴿ عَلَى الذين لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ بترك حلاوة الإيمان على الذين لا يرغبون في الإيمان ويقال الرجس في اللغة : هو اللعنة والعذاب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
ومن فوائد الثعلبى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ﴾ أي يوسّع عقله أو ينوّره ليقبل الإسلام فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
" سئل رسول اللّه ﷺ عن شرح الصدر ما هو؟ قال :" نور يقذفه اللّه تعالى في قلب المؤمن فينشرح له صدره وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت ".
﴿ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً ﴾ قرأ ابن كثير : ضيقاً بالتخفيف. والباقون : بالتشديد وهي لغتان مثل هين وهيّن، ولين وليّن، حرجاً كسر أهل المدينة، راءه وفتحها الباقون وهما لغتان مثل الأنف والأنف، والفرد والفرد، والوعد والوعد.
وقال سيبويه : الحرج بالفتح المصدر كالصلب والحلب ومعناه ذا حرج، والحرج بالكسر الإسم وهو أشد الضيق، يعني قلبه ضيقاً لا يدخله الإيمان.
وقيل : أثيماً لقول العرب : حرج عليك ضلمي أي ضيق وأثم. وقال السدي : حرجها شاكاً. وقال قتادة : ملتبساً.
وقال النضر بن شميل : ملقاً. وقال ليس للخير فيه منفذ.
وقال عبيد بن عمير. قرأ ابن عباس : هذه الآية، فقال : هل هاهنا أحد من بني بكر؟ فقال رجل : نعم، قال : ما الحرج فيكم؟ قال : الوادي الكثير الشجر المتمسك الذي لا طريق فيه. قال ابن عباس : كذلك قلب الكافر.