" ما تصعدني شيء كما تصعدني خطبة النكاح "، إلى غير ذلك من الشواهد، " ويصاعد " في المعنى مثل " يصعد " وقوله تعالى :﴿ كذلك يجعل الله الرجس ﴾ أي وكما كان هذه كله من الهدى والضلال بإرادة الله عز وجل ومشيئته كذلك يجعل الله الرجس، قال أهل اللغة ﴿ الرجس ﴾ يأتي بمعنى العذاب ويأتي بمعنى النجس، وحكى الطبري عن مجاهد أنه قال :﴿ الرجس ﴾ كل ما لا خير فيه وقال بعض الكوفيين : الرجس والنجس لغتان بمعنى، " ويجعل " في هذا الموضع يحسن أن تكون بمعنى يلقي كما تقول جعلت متاعك بعضه على بعض، وكما قال عز وجل ﴿ ويجعل الخبيث بعضه على بعض ﴾ [ الأنفال : ٣٧ ].
قال القاضي أبو محمد : وهذا المعنى في جعل حكاه أبو علي الفارسي، ويحسن أن تكون ﴿ يجعل ﴾ في هذه الآية بمعنى يصير ويكون المفعول الثاني في ضمن ﴿ على الذين لا يؤمنون ﴾، كأنه قال قرين الدين أو لزيم الذين ونحو ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
ومن فوائد ابن الجوزى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ فمن يرد الله أن يهديه ﴾
قال مقاتل : نزلت في رسول الله ﷺ، وأبي جهل.
قوله تعالى :﴿ يشرحْ صدرَه ﴾
قال ابن الأعرابي : الشرح : الفتح.
قال ابن قتيبة : ومنه يقال : شرحتُ لك الأمر، وشرحتُ اللحم : إذا فتحتَه.
وقال ابن عباس :"يشرحْ صدره" أي : يوسعْ قلبه للتوحيد والإيمان.
وقد روى ابن مسعود " أن النبي ﷺ قرأ :﴿ فمن يرد الله أن يهديَه يشرحْ صدرَه للإسلام ﴾ فقيل له : يا رسول الله، وما هذا الشرح؟ قال :"نور يقذفه الله في القلب، فينفتح القلب" قالوا : فهل لذلك من أمارة؟ قال :"نعم".
قيل : وما هي؟ قال :"الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله" "
قوله تعالى :﴿ ضيقاً ﴾ قرأ الأكثرون بالتشديد.
وقرأ ابن كثير :"ضَيْقاً" وفي [ الفرقان : ١٣ ] ﴿ مكاناً ضَيْقاً ﴾ بتسكين الياء خفيفة.