وقال ابن عطية : ويحتمل أن يكون التشبيه بالصاعد في عقبة كؤود كأنه يصعد بها في الهواء، ويصعد معناه يعلو ويصعد معناه يتكلف من ذلك ما يشق عليه ومنه قول عمر بن الخطاب : ما تصعدني شيء كما تصعدني خطبة النكاح وروي ما تصعدني خطبة.
﴿ كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ﴾ أي مثل ذلك الجعل جعله الصدر ﴿ ضيقاً حرجاً ﴾ ويبعد ما قاله الزجاج : أي مثل ما قصصنا عليك ﴿ يجعل ﴾ ومعنى ﴿ يجعل الله الرجس ﴾ يلقى الله أو يصير الله العذاب والرجس بمعنى العذاب قاله أهل اللغة.
وتعدية ﴿ يجعل ﴾ بعلى يحتمل أن يكون معناه نلقي كما تقول : جعلت متاعك بعضه على بعض وأن تكون بمعنى يصير و﴿ على ﴾ في موضع المفعول الثاني.
وقال الزمخشري :﴿ يجعل الله ﴾ يعني الخذلان ومنع التوفيق وصفه بنقيض ما يوصف به التوفيق من الطيب أو أراد الفعل المؤدّي إلى الرجس وهو العذاب من الارتجاس وهو الاضطراب ؛ انتهى.
وهو على طريقة الاعتزالي ونقيض الطيب النتن الرائحة الكريهة، و﴿ الرجس ﴾ والنجس بمعنى واحد قاله بعض أهل الكوفة.
وقال مجاهد :﴿ الرجس ﴾ كل ما لا خير فيه.
وقال عطاء وابن زيد وأبو عبيدة :﴿ الرجس ﴾ العذاب في الدنيا والآخرة.
وقال الزجاج : اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة، وقيل :﴿ الرجس ﴾ السخط.
وقال إسماعيل الضرير :﴿ الرجس ﴾ التعذيب وأصله النتن النجس وهو رجاسة الكفر. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾