وما تحيقُ غائلةُ مكرِهم إلا بهم ﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ حال من ضمير يمكرون مع اعتبار ورودِ الاستئناءِ على النفي أي إنما يمكرون بأنفسهم والحالُ أنهم ما يشعُرون بذلك أصلاً بل يزعُمون أنهم يمكرون بغيرهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وكذلك ﴾ قيل أي كما جعلنا في مكة أكابر مجرميها ليمكروا فيها ﴿ جَعَلْنَا فِي كُلّ قَرْيَةٍ ﴾ من سائر القرى ﴿ أكابر مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا ﴾ أو كما جعلنا أعمال أهل مكة مزينة لهم جعلنا في كل قرية ألخ، وإلى الاحتمالين ذهب الامام الرازي.
وجعل غير واحد جعل بمعنى صير المتعدية لمفعولين.
واختلف في تعيينهما فقيل :﴿ أكابر ﴾ مفعول أول و﴿ مُجْرِمِيهَا ﴾ بدل منه، وقيل :﴿ أكابر ﴾ مفعول ثان و﴿ مُجْرِمِيهَا ﴾ مفعول أول لأنها معرفة فيتعين أنه المبتدأ بحسب الأصل، والتقدير جعلنا في كل قرية مجرميها أكابر فيتعلق الجار والمجرور بالفعل.