وقال الرضي : الأولى : أن حيث مضافة ولا مانع من إضافتها وهي اسم إلى الجملة، وبحث فيه، ولا يجوز فيها هنا عند الكثير أن تكون مجرورة بالإضافة لأن أفعل بعض ما يضاف إليه، ولا منصوبة بأفعل نصب الظرف لأن علمه تعالى غير مقيد بالظرف وممن نص على ذلك ابن الصائغ، وجوز بعضهم الثاني ورد ما علل به المنع منه بأن يجوز جعل تقييد علمه تعالى بالظرف مجازياً باعتبار ما تعلق به بل ذلك أولى من إخراج حيث عن الظرفية فإنه إما نادر أو ممتنع. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
﴿ وَإِذَا جَآءَتْهُمْ ءَايَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حتى نؤتى مِثْلَ مَآ أُوتِىَ رُسُلُ الله ﴾.
عطف على جملة :﴿ جعلنا في كلّ قرية أكابر مجرميها ﴾ [ الأنعام : ١٢٣ ] لأنّ هذا حديث عن شيء من أحوال أكابر مجرمي مكّة، وهم المقصود من التّشبيه في قوله :﴿ وكذلك جعلنا في كلّ قرية أكابر مجرميها.
ومكّة هي المقصود من عموم كلّ قرية كما تقدّم، فالضّمير المنصوب في قوله : جاءتهم ﴾
عائدٌ إلى ﴿ أكابر مجرميها ﴾ [ الأنعام : ١٢٣ ]، باعتبار الخاصّ المقصود من العموم، إذ ليس قولُ :﴿ لن نؤمن حتى نؤتي مثل ما أوتي رسل الله ﴾ بمنسوب إلى جميع أكابر المجرمين من جميع القرى.
والمعنى : إذا جاءتهم آية من آيات القرآن، أي تُليت عليهم آية فيها دعوتهم إلى الإيمان.
فعبّر بالمجيء عن الإعلام بالآية أو تلاوتها تشبيها للإعلام بمجيء الدّاعي أو المرسل.


الصفحة التالية
Icon