ولما كان جميع ما في هذا الصراط على منهاج العقل ليس شيء منه خارجاً عنه وإن كان فيه ما لا يستقل بإدراكه العقل، بل لا بد له فيه من إرشاد الهداة من الرسل الآخذين على الله، قال مبيناً لمدحه مرشداً إلى انتظامه مع العقل :﴿قد فصلنا﴾ أي غاية التفصيل بما لنا من العظمة ﴿الآيات﴾ أي كلها فصلاً فصلاً بحيث تميزت تميزاً لا يختلط واحد منها بالآخر ﴿لقوم يذكرون﴾ أي يجهدون أنفسهم في التخلص من شوائب العوائق للعقل من الهوى وغيره - ولو على أدنى وجوه الاجتهاد بما يشير إليه الإدغام - ليذكروا أنه قال : ما من شيء ذكرناه إلاّ وقد أودعنا في عقولهم شاهداً عليه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٧١٣﴾