وقيل : لا يأمنون ولا ينجون من العذاب وفيه إشعار بأنهم هم الظالمون الذين لا يفلحون، وفي قوله :﴿ فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار ﴾ ترديد بينه عليه السلام وبينهم، ومعلوم أن هذا التهديد والوعيد مختص بهم وأن عاقبة الدار الحسنى هي له عليه السلام ولكنه أجرى مجرى قوله : فشركما لخيركما الفداء.
وقوله :
فأيّي ما وأيك كان شرا...
فسيق إلى المقادة في هوان
وقد علم ما هو شر وما هو خير ولكنه أبرز في صورة الترديد إظهاراً لصورة الإنصاف ورمياً بالكلام على جهة الاشتراك اتكالاً على فهم المعنى.
وقرأ حمزة والكسائي من يكون بالياء على التذكير وكذا في القصص. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن كثير :
قوله تعالى :﴿ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، أي : استمروا على طريقكم وناحيتكم إن كنتم تظنون أنكم على هدى، فأنا مستمر على طريقتي ومنهجي، كما قال تعالى :﴿ وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [هود : ١٢١، ١٢٢].
قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :﴿ عَلَى مَكَانَتِكُمْ ﴾ أي : ناحيتكم.


الصفحة التالية
Icon