وقال مجاهد : كان من إبلهم طائفة لا يذكرون اسم الله عليها في شيء ؛ لا إن رُكِبوا، ولا إن حملوا، ولا إن حلبوا، ولا إن نُتِجوا.
وفي قوله :﴿ افتراءً على الله ﴾ قولان.
أحدهما : أن ذكر أسماء أوثانهم، وترك ذكر الله هو الافتراء.
والثاني : أن إضافتهم ذلك إلى الله تعالى هو الافتراء، لأنهم كانوا يقولون : هو حرم ذلك. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
﴿وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ﴾
ذكر تعالى نوعاً آخر من جهالتهم.
وقرأ أبان بن عثمان "حُجُرٍ" بضم الحاء والجيم.
وقرأ الحسن وقتادة ""حَجْر" بفتح الحاء وإسكان الجيم، لغتان بمعنًى.
وعن الحسن أيضاً "حُجر" بضم الحاء.
قال أبو عبيد عن هارون قال : كان الحسن يضم الحاء في "حِجر" في جميع القرآن إلا في قوله :﴿ بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً ﴾ [ الفرقان : ٥٣ ] فإنه كان يكسرها هاهنا.
ورُوي عن ابن عباس وابن الزبير "وَحَرْثٌ حِرْج" الراء قبل الجيم ؛ وكذا في مصحف أبَيٍّ ؛ وفيه قولان : أحدهما أنه مثل جبَذ وجذب.
والقول الآخر وهو أصح أنه من الحِرج ؛ فإن الحِرج ( بكسر الحاء ) لغة في الحَرَج ( بفتح الحاء ) وهو الضيق والإثم ؛ فيكون معناه الحرام.
ومنه فلان يتحرّج أي يضيق على نفسه الدخولَ فيما يشتبه عليه من الحرام.
والحِجر : لفظ مشترك.
وهو هنا بمعنى الحرام، وأصله المنع.
وسُمِّيَ العقل حجراً لمنعه عن القبائح.
وفلان في حِجْر القاضي أي منعه.
حجرت على الصبيّ حِجْراً.
والحِجر العقل ؛ قال الله تعالى :﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ ﴾ [ الفجر : ٥ ] والحِجر الفرس الأنثى.
والحِجر القرابة.
قال :
يريدون أن يُقصُوه عنِّي وإنه...
لذُو حَسَبٍ دانٍ إليّ وذو حِجْرِ
وحِجر الإنسان وحَجره لغتان، والفتح أكثر.


الصفحة التالية
Icon