وقرأ عبد الله وابن جبير وأبو العالية والضحاك وابن أبي عبلة : خالص بالرفع بغير تاء وهو خبر ما و﴿ لذكورنا ﴾ متعلق به.
وقرأ ابن جبير فيما ذكر ابن جني خالصاً بالنصب بغير تاء، وانتصب على الحال من الضمير الذي تضمنته الصلة أو على الحال من ما على مذهب أبي الحسن في إجازته تقديم الحال على العامل فيها ؛ انتهى ملخصاً.
ويعني بقوله : على الحال من ﴿ ما ﴾ أي من ضمير ﴿ ما ﴾ الذي تضمنه خبر ﴿ ما ﴾ وهو ﴿ لذكورنا ﴾ ويعني بقوله : في إجازته إلى آخره على العامل فيها إذا كان ظرفاً أو مجروراً نحو زيد قائماً في الدار، وخبر ﴿ ما ﴾ على هذه القراءة هو ﴿ لذكورنا ﴾.
وقرأ ابن عباس والأعرج وقتادة وابن جبير أيضاً ﴿ خالصة ﴾ بالنصب وإعرابها كإعراب خالصاً بالنصب وخرّج ذلك الزمخشري على أنه مصدر مؤكد كالعافية.
وقرأ ابن عباس أيضاً وأبو رزين وعكرمة وابن يعمر وأبو حيوة والزهري ﴿ خالصة ﴾ على الإضافة وهو بدل من ﴿ ما ﴾ أو مبتدأ خبره ﴿ لذكورنا ﴾ والجملة خبر ما.
وقرأ الجمهور ﴿ خالصة ﴾ بالرفع وبالتاء وهل التاء للمبالغة كراوية أو حملاً على معنى ما لأنها أجنة والعام أو هو مصدر يبنى على فاعلة كالعافية والعافية أي ذو خلوص؟ أقوال : وكان قد سبق لنا أن شيخنا علم الدين العراقي رحمه الله ذكر أنه لم يوجد في القرآن حمل على المعنى أولاً ثم حمل على اللفظ بعده إلا في هذه الآية، ووعدنا أن نحرر ذلك في مكان وما ذكره قاله مكي، قال : الآية في قراءة الجماعة أتت على خلاف نظائرها في القرآن لأن كل ما يحمل على اللفظ مرة وعلى المعنى مرة إنما يبتدأ أولاً بالحمل على اللفظ، ثم يليه الحمل على معنى نحو ﴿ من آمن بالله ﴾ ثم قال :﴿ فلهم أجرهم ﴾ هكذا يأتي في القرآن وكلام العرب.