( التاء ) في :﴿ خَالِصَةٌ ﴾ إما للنقل إلى الاسمية، أو للمبالغة، أو لأن ( الخالصة ) مصدر كالعافية، وقع موقع ( الخالص ) مبالغة، أو بحذف المضاف. أي : ذو خالصة، أو للتأنيث بناء على أن ( ما ) عبارة عن الأجنة. والتذكير في ( محرم ) باعتبار اللفظ. وقرئ ( خَالِصَةً ) بالنصب على أنه مصدر مؤكد، والخبر :﴿ لِّذُكُورِنَا ﴾. ووصفهم واقع موقع مصدر :﴿ سَيَجْزِيهِمْ ﴾ بتقدير مضاف. أي : جزاء وصفهم بالكذب عليه تعالى في التحريم والتحليل من قوله تعالى :﴿ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ ﴾ [ النحل : ٦٢ ].
قال الشهاب : وهذا من بليغ الكلام وبديعه، فإنهم يقولون : وصف كلامه الكذب، إذا كذب، وعينه تصف السحر، أي : ساحرة، وقد يصف الرشاقة، بمعنى رشيق، مبالغةً. حتى كأنَّ من سمعه أو رآه وصف له ذلك بما يشرحه له. قال المعرّي :
~ سَرَى برقُ المَعَرَّةِ بعد وَهْنٍ فَبَاتَ بِرَامَةٍ يَصِفُ الْكَلاَلاَ. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٦ صـ ٥١٥ ـ ٥١٧﴾


الصفحة التالية
Icon