والفَرْشُ هنا : ما اتُّخِذَ من صُوفه ووبَرِه وشَعْرِه ما يُفْتَرشُ، وأنشدوا للنَّابعة :[ الطويل ]
٢٣٦٠ - وَحَلَّتْ بُيُوتِي فِي يَفَاعٍ مُمَنَّعٍ...
تَخَالُ بِهِ راعِي الحَمُولَةِ طَائِرا
وقال عنترة :[ الكامل ]
٢٣٦١ - مَا رَاعَنِي إلاَّ حَمُولَةُ أهْلِهَا...
وَسْط الدِّيار تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٨ صـ ٤٧٤ ـ ٤٧٥﴾
فصل فى التفسير الإشارى فى الآيات السابقة
قال الآلوسى :
ومن باب الإشارة في الآيات :﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ﴾ في عين الجمع المطلق قائلاً ﴿ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن ﴾ أي القوى النفسانية :﴿ قَدِ استكثرتم مّنَ الإنس ﴾ أي من الحواس والأعضاء الظاهرة أو من الصور الإنسانية بأن جعلتموهم أتباعكم بإغوائكم إياهم وتزيين اللذائذ الجسمانية لهم ﴿ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مّنَ الإنس رَبَّنَا استمتع بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ﴾ وانتفع كل منا في صورة الجمعية الإنسانية بالآخر ﴿ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الذى أَجَّلْتَ لَنَا ﴾ بالموت أو المعاد على أقبح الهيآت وأسوأ الأحوال ﴿ قَالَ النار ﴾ أي نار الحرمان ووجدان الآلام ﴿ مَثْوَاكُمْ خالدين فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء الله ﴾ ولا يشاء إلا ما يعلم ولا يعلم سبحانه الشيء إلا على ما هو عليه في نفسه ﴿ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ ﴾ [ الأنعام : ١٢٨ ] لا يعذبكم إلا بهيئات نفوسكم على ما تقتضيه الحكمة عليهم بهاتيك الهيئات فيعذب على حسبها ﴿ وكذلك نُوَلّى بَعْضَ الظالمين بَعْضاً ﴾ أي نجعل بعضهم ولي بعض أو إليه وقرينه في العذاب ﴿ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ ( الأنعام ؛ ١٢٩ ) من المعاصي حسب استعدادهم.
﴿ يَكْسِبُونَ يا معشر الجن والإنس أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مّنْكُمْ ﴾ [ الأنعام : ١٣٠ ] وهي عند كثير من أرباب الإشارة العقول وهي رسل خاصة ذاتية إلى ذويها مصححة لإرسال الرسل الآخر وهي رسل خارجية.