وقرأ أبي ﴿ وَمِنْ ﴾ وهو اسم جمع معز، وهذه الأزواج الأربعة على ما اختاره شيخ الإسلام تفصيل للفرش قال :"ولعل تقديمها في التفصيل مع تأخر أصلها في الإجمال لكون هذين النوعين عرضة للأكل الذي هو معظم ما يتعلق به الحل والحرمة وهو السر في الاقتصار على الأمر به في قوله تعالى :﴿ وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله ﴾ [ الأنعام : ١٤٢ ] من غير تعرض للانتفاع بالحمل والركوب وغير ذلك مما حرموه في السائبة وأخواتها.
ومن الناس من علل التقديم بأشرفية الغنم ولهذا رعاها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهو لا يناسب المقام كما لا يخفى.
﴿ قُلْ ﴾ تبكيتاً لهم وإظهاراً لعجزهم عن الجواب ﴿ ءآلذَّكَرَيْنِ ﴾ ذكر الضأن وذكر المعز ﴿ حَرَّمَ ﴾ الله تعالى ﴿ أَمِ الأنثيين ﴾ أي أنثى ذينك الصنفين، ونصب الذكرين والأنثيين بحرم ﴿ أَمَّا اشتملت عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأنثيين ﴾ أي أم الذي حملته إناث النوعين ذكراً كان أو أنثى.
﴿ نَبّئُونِي بِعِلْمٍ ﴾ أي أخبروني بأمر معلوم من جهته تعالى جاءت به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يدل على أنه تعالى حرم شيئاً مما ذكر أو نبئوني تنبئة متلبسة بعلم صادرة عنه ﴿ إِن كُنتُمْ صادقين ﴾ في دعوى التحريم عليه سبحانه وتعالى، والأمر تأكيد للتبكيت وإظهار الانقطاع. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾
وقال ابن عاشور :
جملة :﴿ ثمانية أزواج ﴾ حال من ﴿ من الأنعام ﴾ [ الأنعام : ١٤٢ ].
ذكر توطئة لتقسيم الأنعام إلى أربعة أصناف الّذي هو توطئة للردّ على المشركين لقوله :{ قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين إلى قوله أم كنتم شهداء أي أنشأ من الأنعام حمولة إلى آخره حالة كونها ثمانية أزواج.


الصفحة التالية
Icon