وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ﴾
وكلمة ﴿ أَزْوَاجٍ ﴾، جمع زوج، و" الزوج " يطلق على الشيء معه ما يقارنه مثل " زوج النعل "، ونحن في أعرافنا نأخذها على الاثنين، لكنها في الأصل تطلق على الواحد ومعه ما يقارنه، إلا أنه إذا لم يكن هناك فارق بين الاثنين بحيث لا يتم الانتفاع بأحدهما إلا مع الآخر ولكن لا تميز لأحدهما على الآخر كالجورب مثلا، ففي مثل هذا نستسمح اللغة في أن نسمي الاثنين زوجا، لكن إذا كان هناك خلاف بين الاثنين لا نقول على الاثنين : زوج.
والذكر والأنثى من البشر، صحيح أنهما يقترنان في أن كل واحد منهما إنسان، لكن للذكر مهمة وللأنثى مهمة مختلفة. أما الجوارب فكل " فردة " منها نضعها في أي قدم لأنه فارق بينهما، إذن كلمة " زوج " تطلق ويراد بها الشيء الواحد الذي معه ما يقارنه. والحق يقول :﴿ اسكن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجنة... ﴾ [ البقرة : ٣٥ ]
وكلمة " زوج " هنا أطلقت على حواء ؛ فآدم زوج وحواء زوج، والحق هو القائل :﴿ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى ﴾ [ النجم : ٤٥ ]
ولم يقل عن الاثنين : إنهما " زوج " وإلا لقال : خلق الزوج الذكر والأنثى. إذن فكلمة " زوج " تطلق على واحد معه ما يقارنه، مثلها كمثل كلمة " توأم " وهي لا تقال للاثنين، بل تقال لواحد معه آخر. لكن الاثنين يقال لهما : توأمان. ﴿ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ الضأن اثنين وَمِنَ المعز اثنين ﴾ [ الأنعام : ١٤٣ ]