قال في جامع الأصفهاني : إن حرف العطف يجب أن يكون متأخراً عن اللفظة المؤكدة للضمير حتى يحسن العطف ويندفع المحذور المذكور من عطف القوي على الضعيف، وهذا المقصود إنما يحصل إذا قلنا :﴿مَا أَشْرَكْنَا نَّحْنُ وَلا ءآبَاؤُنَا﴾ حتى تكون كلمة ﴿لا﴾ مقدمة على حرف العطف.
أما ههنا حرف العطف مقدم على كلمة ﴿لا﴾ وحينئذ يعود المحذور المذكور.
فالجواب : أن كلمة ﴿لا﴾ لما أدخلت على قوله :﴿ءآبَاؤُنَا﴾ كان ذلك موجباً إضمار فعل هناك، لأن صرف النفي إلى ذوات الآباء محال، بل يجب صرف هذا النفي إلى فعل يصدر منهم، وذلك هو الإشراك، فكان التقدير : ما أشركنا ولا أشرك آباؤنا، وعلى هذا التقدير فالإشكال زائل. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٣ صـ ١٨٧﴾