قال مقاتل : الذين يشهدون أن الله حرَّم هذا الحرث والأنعام، ﴿ فإن شهدوا ﴾ أن الله حرَّمه ﴿ فلا تشهدْ معهم ﴾ أي : لا تصدِّقْ قولهم. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَآءَكُمُ ﴾
أي قل لهؤلاء المشركين أحضروا شهداءكم على أن الله حرّم ما حرمتم.
و﴿ هَلُمَّ ﴾ كلمة دعوة إلى شيء، ويستوي فيه الواحد والجماعة والذكر والأُنثى عند أهل الحجاز، إلا في لغة نجد فإنهم يقولون : هَلُمَّا هَلُمُّوا هَلُمِّي، يأتون بالعلامة كما تكون في سائر الأفعال.
وعلى لغة أهل الحجاز جاء القرآن، قال الله تعالى :﴿ والقآئلين لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ﴾ [ الأحزاب : ١٨ ] يقول : هَلمّ أي أحضر أو ادن.
وَهَلُمّ الطعام، أي هاتِ الطعام.
والمعنى هاهنا : هاتوا شهداءكم، وفتحت الميم لالتقاء الساكنين ؛ كما تقول : ردّ يا هذا، ولا يجوز ضمها ولا كسرها.
والأصل عند الخليل "ها" ضُمّت إليها "لُمّ" ثم حذفت الألف لكثرة الاستعمال.
وقال غيره.
الأصل "هل" زيدت عليها "لُمّ".
وقيل : هي على لفظها تدل على معنى هات.
وفي كتاب العَيْن للخليل : أصلها هل أؤمّ، أي هلْ أقصدك، ثم كَثُر استعمالهم إياها حتى صار المقصود بقولها احضر كما أن تعال أصلها أن يقولها المتعالي للمتسافل ؛ فكثر استعمالهم إياها حتى صار المتسافل يقول للمتعالي تعال.
قوله تعالى :﴿ فَإِن شَهِدُواْ ﴾ أي شهد بعضهم لبعض ﴿ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ ﴾ أي فلا تصدق أداء الشهادة إلا من كتاب أو على لسان نبيّ، وليس معهم شيء من ذلك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ قل هلم شهداءكم الذين يشهدون ﴾
يعني هاتوا وادعوا شهداءكم.