ولم يقل نحن ولا آباؤنا ؛ لأن قوله "ولا" قام مقام توكيد المضمر ؛ ولهذا حسن أن يقال : ما قمت ولا زيد. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
لما لزمتهم الحجة وتيقنوا بطلان ما كانوا عليه من الشرك بالله وتحريم ما لم يحرمه الله أخبر الله تعالى عنهم بما سيقولونه فقال تعالى :﴿ سيقول الذين أشركوا ﴾ يعني مشركي قريش والعرب ﴿ لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ﴾ يعني من قبل، قال المفسرون : جعلوا قولهم لو شاء الله ما أشركنا حجة على إقامتهم على الكفر والشرك.
وقالوا : إن الله قادر على أن يحول بيننا وبين ما نحن عليه حتى لا نفعله فلولا أنه رضي ما نحن عليه وأراده منا وأمرنا به لحالَ بيننا وبين ذلك ﴿ ولا حرمنا من شيء ﴾ يعني ما حرموه من البحائر والسوائب وغير ذلك، فقال الله عز وجل رداً وتكذيباً لهم ﴿ كذلك كذب الذين من قبلهم ﴾ يعني من كفار الأمم الخالية الذي كانوا قبل قومك كذبوا أنبياءهم وقالوا مثل قول هؤلاء ﴿ حتى ذاقوا بأسنا ﴾ يعني عذابنا.
( فصل )