﴿ فاتبعوه ﴾ أمر باتباعه كله والمعنى : فاعملوا بمقتضاه من تحريم وتحليل وأمر ونهي وإباحة.
﴿ فلا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ﴾ قال ابن عباس : هي الضلالات، قال مجاهد : البدع والأهواء والشبهات.
وقال مقاتل : ما حرموا على أنفسهم من الأنعام والحرث.
وقيل : سبل الكفر كاليهودية والنصرانية والمجوسية وما يجزي مجراهم في الكفر والشرك وفي مسند الدارمي عن ابن مسعود قال : خط لنا رسول الله ﷺ يوماً خطأ ثم قال :" هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه ويساره ثم قال : هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها "
ثم قرأ هذه الآية وعن جابر نحو منه في سنن ابن ماجة وانتصب فتفرق لأجل النهي جواباً له أي فتفرق فحذف التاء.
وقرىء ﴿ فتفرق ﴾ بتشديد التاء.
﴿ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ﴾ كرر التوصية على سبيل التوكيد ولما كان الصراط المستقيم هو الجامع للتكاليف وأمر تعالى باتباعه ونهى عن بنيات الطرق ختم ذلك بالتقوى التي هي اتقاد النار، إذ من اتبع صراطه نجاه النجاة الأبدية وحصل على السعادة السرمدية.
قال ابن عطية : ومن حيث كانت المحرمات الأول لا يقع فيها عاقل قد نظر بعقله جاءت العبادة ﴿ لعلكم تعقلون ﴾ والمحرمات الأخر شهوات وقد يقع فيها من العقلاء من لم يتذكر وركوب الجادة الكاملة تتضمن فعل الفضائل وتلك درجة التقوى. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon