وروى أحمد، وابن ماجة، وابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال :" كنّا عند النّبيء ﷺ فخطّ خطّاً وخَطّ خطَّين عن يمينه وخَطّ خطيَّن عن يساره ثمّ وضع يده في الخطّ الأوْسط ( أي الذي بين الخطوط الأخرى ) فقال : هذه سبيل الله، ثم تَلاَ هذه الآية :﴿ وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ﴾ وما وقع في الرّواية الأولى ( وخَطّ خطوطاً ) هو باعتبار مجموع ما على اليمين والشّمال " وهذا رسمه على سبيل التّقريب:
وقوله :﴿ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ﴾ تذييل تكرير لمِثْليه السّابقين، فالإشارة بـ ﴿ ذلكمْ ﴾ إلى الصّراط، والوصاية به معناها الوصاية بما يحتوي عليه.
وجعل الرّجاء للتّقوى لأنّ هذه السّبيل تحتوي على ترك المحرّمات، وتزيد بما تحتوي عليه من فعل الصّالحات، فإذا اتَّبعها السّالك فقد صار من المتّقين أي الذين اتَّصفوا بالتَّقوى بمعناها الشّرعي كقوله تعالى :﴿ هدى للمتّقين ﴾ [ البقرة : ٢ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٧ صـ ﴾