وقال الكلبي : الأشد مابين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة. وقال السدّي : هو ثلاثون سنة ثمّ جاء بعدها حتّى بلغوا النكاح.
والأشد جمع شدّ، مثل قدّ وأقدّ، وهو استحكام قوماً لفتى وشبابه وسنه، ومنه شد النهار وهو ارتفاعه، يقال : أتيته شدّ النهار ومد النهار وقال الفضل بن محمد في شد بيت عنترة :
[ عهدي به ] شدّ النهار كأنّما | خضب اللبان ورأسه بالعظلم |
تطيف به شد النهار ضعينة | طويلة أنقاء اليدين سحوق |
﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم إِلاَّ بالتي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [ على الأبد ] ﴿ حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ فادفعوا إليه ماله إن كان رشيداً ﴿ وَأَوْفُواْ الكيل والميزان بالقسط ﴾ بالعدل ﴿ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ أي طاقتها في إيفاء الكيل والوزن، وقال أهل المعاني : معناه : إلاّ يسعها ويحلّ لها ولا يخرج عليه ولا يضيق عنه وذلك أنّ لله تعالى من عباده أنّ كثيراً منهم ضيق نفسه عن أن يطيّب لغيره بما لا يجب عليها له فأمر المعطي بإيفاء الحق ربّه الذي هو له ويكلّفه الزيادة لما في الزيادة عليه من ضيق نفسه بها، وأمر صاحب الحق بأخذ حقّه ولم يكلفه الرضا بأقل منه لمّا فيه في النقصان عليه من ضيق نفسه، فلم يكلّف نفساً منهما إلاّ ما لا حرج فيه ولا يضيق عليه.
قال ابن عباس : إنكم معشر الأعاجم فقد وليتم أمرين بهما هلك من كان قبلكم المكيال والميزان ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فاعدلوا ﴾ أي فاصدقوا في الحكم والشهادة ﴿ وَلَوْ كَانَ ذَا قربى ﴾ محذوف الاسم يعني ولو كان المحكوم والمشهود عليه ذا قربة ﴿ وَبِعَهْدِ الله أَوْفُواْ ذلكم وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ يتّعظون. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾