وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الكتاب على طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا ﴾
يعني : أنزلنا هذا القرآن لكي لا تقولوا : إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا يعني : اليهود والنصارى.
ويقال : أن تقولوا يعني لكراهة أن تقولوا : إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا، وذلك أن كفار مكة قالوا : قاتل الله اليهود كيف كذبوا أنبياءهم، والله لو جاءنا نذير وكتاب لكنا أهدى منهم.
فأنزل الله القرآن حجة عليهم.
ثم قال ﴿ وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لغافلين ﴾ يعني : عن قراءتهم الكتاب لغافلين عما فيه. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ أَن تقولوا ﴾ يعني [ لئلاّ ] تقولوا كقوله ﴿ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ ﴾ [ النساء : ١٧٦ ] وقوله :﴿ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ على فَتْرَةٍ مَّنَ الرسل أَن تَقُولُواْ ﴾ [ المائدة : ١٩ ] يعني أي لا تقولوا يعني لئلاّ تقولوا.
وقيل : معناه أنزلناه كراهة أن يقول، وقال الكسائي : معناه : اتقوا أن تقولوا : يا أهل مكّة، وقرأ ابن محيصن والأعمش كلاهما والقراءة بالياء بقوله تعالى فقد جاءكم ﴿ إِنَّمَآ أُنزِلَ الكتاب على طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا ﴾ يعني اليهود والنصارى ﴿ وَإِن كُنَّا ﴾ وقد كنّا ﴿ عَن دِرَاسَتِهِمْ ﴾ قرأتهم ﴿ لَغَافِلِينَ ﴾ لا نعلم ما هي وإنَّما قال : دراستهم، ولم يقل : دراستهما، لأن كل طائفة جماعة، كقوله تعالى ﴿ هذان خَصْمَانِ اختصموا ﴾ [ الحج : ١٩ ] ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾
وقال ابن عطية :