وقيل : عنى المشركين، عبد بعضهم الصنم وبعضهم الملائكة.
وقيل : الآية عامّة في جميع الكفار.
وكل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله عزّ وجل به فقد فرّق دينه.
وروى أبو هريرة عن النبيّ ﷺ في هذه الآية :﴿ إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ ﴾ هم أهل البدع والشبهات، وأهل الضلالة من هذه الأُمة.
وروى بَقِيّة بن الوليد حدّثنا شعبة بن الحجاج حدّثنا مُجالد عن الشَّعْبِيّ عن شُريح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال لعائشة :" إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شِيعاً إنما هم أصحابُ البِدَع وأصحابُ الأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأُمة، يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ليس لهم توبة وأنا بريء منهم وهم منا برآء " وروى ليث بن أبي سليم عن طاوس عن أبي هريرة أن النبيّ ﷺ قرأ "إنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ".
ومعنى ﴿ شِيَعاً ﴾ فِرقاً وأحزاباً.
وكل قوم أمْرُهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شِيع.
﴿ لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ﴾ فأوجب براءته منهم ؛ وهو كقوله عليه السَّلام :" مَن غَشّنا فليس منا " أي نحن برآء منه.
وقال الشاعر :
إذا حاولتَ في أَسَد فُجوراً...
فإني لستُ منك ولستَ مِنّي
أي أنا أبرأ منك.
وموضع "فِي شَيْءٍ" نصب على الحال من المضمر الذي في الخبر ؛ قاله أبو عليّ.
وقال الفراء : هو على حذف مضاف، المعنى لست من عقابهم في شيء، وإنما عليك الإنذار.
﴿ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى الله ﴾ تعزية للنبيّ صلى الله عليه وسلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :


الصفحة التالية
Icon