وقد روى البخاري، ومسلم، في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال :" لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس، آمن مَن عليها، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً " وروى عبد الله ابن عمرو بن العاص عن النبي ﷺ أنه قال :" لاتزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت، طُبع على كل قلب بما فيه، [ و] كفي الناس العمل ".
والثاني : أنه طلوع الشمس والقمر من مغربهما، رواه مسروق عن ابن مسعود.
والثالث : أنه إحدى الآيات الثلاث : طلوع الشمس من مغربها، والدابة، وفتح يأجوج ومأجوج، روى هذا المعنى القاسم عن ابن مسعود.
والرابع : أنه طلوع الشمس من مغربها، والدجَّال، ودابة الأرض، قاله أبو هريرة.
والأول أصح.
والمراد بالخير هاهنا : العمل الصالح ؛ وإنما لم ينفع الإيمان والعمل الصالح حينئذ، لظهور الآية التي تضطرهم إلى الإيمان.
وقال الضحاك : من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه، قبِل منه، كما يقبل منه قبل الآية.
وقيل : إن الحكمة في طلوع الشمس من مغربها، أن الملحدة والمنجمين، زعموا أن ذلك لا يكون، فيريهم الله قدرته، ويطلعها من المغرب كما أطلعها من المشرق، ولتحقق عجز نمرود حين قال له إبراهيم :﴿ فأت بها من المغرب فبهت ﴾ [ البقرة : ٢٥٨ ].
فصل
وفي قوله :﴿ قل انتظروا إنا منتظرون ﴾ قولان.
أحدهما : أن المراد به : التهديد، فهو محكم.
والثاني : أنه أمر بالكف عن القتال، فهو منسوخ بآية السيف. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ هَلْ يَنظُرُونَ ﴾ معناه أقمت عليهم الحجة وأنزلت عليهم الكتاب فلم يؤمنوا، فماذا ينتظرون.
﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الملائكة ﴾ أي عند الموت لقبض أرواحهم.