وقال الماوردى :
قوله تعالى ﴿ لاَ شَرِيكَ لَهُ ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : لا شريك له في ملك العالمين.
والثاني : لا شريك له في العبادة.
﴿ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ﴾ يعني ما قدم ذكره.
﴿ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ يعني من هذه الأمة حثّاً على اتباعه والمسارعة بالإٍسلام. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ وأنا أول المسلمين ﴾ أي من هذه الأمة، وقال النقاش من أهل مكة.
قال القاضي أبو محمد : والمعنى واحد بل الأول أعم وأحسن وقرأت فرقة " وأنا " بإشباع الألف وجمهور القراء على القراءة " وأنا " دون إشباع، وهذا كله في الوصل.
قال القاضي أبو محمد : وترك الإشباع أحسن لأنها ألف وقف فإذا اتصل الكلام استغنى عنها لا سيما إذا وليتها همزة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ وأنا أول المسلمين ﴾ قال قتادة : يعني من هذه الأمة وقيل معناه وأنا أول المستسلمين لقضائه وقدره. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ﴾
الظاهر نفي كل شريك فهو عام في كل شريك فتخصيص ذلك بما قيل من أنه لا شريك له في العالم أو لا شريك له فيما أتقرب به من العبادة أو لا شريك له في الخلق والتدبير أو لا شريك فيما شاء من أفعاله الأولى بها أن تكون على جهة التمثيل لا على التخصيص حقيقة، والإشارة بذلك إلى ما بعد الأمرين ﴿ قل إنني هداني ربي ﴾ ﴿ قل إن صلاتي ﴾ وما بعدها أو إلى قوله :﴿ لا شريك له ﴾ فقط أقوال ثلاثة أظهرها الأول، والألف واللام في المسلمين للعهد ويعني به هذه الأمة لأن إسلام كل نبي سابق على إسلام أمته لأنهم منه يأخذون شريعته قاله قتادة.
وقيل : من العرب.
وقيل : من أهل مكة.
وقال الكلبي : أولهم في هذا الزمان.
وقيل : أولهم في المزية والرتبة والتقدّم يوم القيامة.
وقيل : مذ كنت نبياً كنت مسلماً كنت نبياً وآدم بين الماء والطين.