وقيل المعنى خلقناكم نطفا ثم صورناكم ١٢ - ثم قال جل وعز فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (آية ١١) قيل استثنى إبليس من الملائكة وليس منهم لأنه أمر بالسجود معهم قال جل وعز ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك وقيل إنه كان منهم قال أبو جعفر وقد استقصينا هذا في سورة البقرة ١٣ - وقوله جل وعز قال ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك (آية ١٢) هذا سؤال توبيخ وتقرير لأنه قد علم جل وعز ذلك ولا زائدة للتوكيد كما قال
* فما ألوم البيض أن لا تسخرا لما رأينا الشمط القفندرا فجاء بجواب لغير ما سئل عنه فقال أنا خير منه ولم يقل منعني كذا وإنما هو جواب من قيل له أيكما خير ولكنه محمول على المعنى كأنه قال منعني فضلي عليه ١٤ - وقوله جل وعز قال أنظرني إلى يوم يبعثون (آية ١٤)
أي أخرني فلم يجب إلى هذا بعينه فأجيب إلى النظرة إلى يوم الوقت المعلوم ١٥ - وقوله جل وعز قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (آية ١٦)
قيل معناه فبما أضللتني وقيل معناه خيبتن وقيل أي فبما دعوتني إلى شئ ضللت من أجله والله أعلم بالمراد قال مجاهد معنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم لأقعدن لهم على الحق والصراط في اللغة الطريق والمعنى على صراطك ثم حذف على فتعدى الفعل ١٦ - وقوله عز وجل ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم (آية ١٧) روى سفيان عن منصور عن الحكم بن عتيبة قال
من بين أيديهم من دنياهم ومن خلفهم من آخرتهم وعن أيمانهم يعني حسناتهم وعن شمائلهم يعني سيئاتهم وهذا قول حسن وشرطه أن معنى ولآتينهم من بين أيديهم من دنياهم حتى يكذبوا بما فيها من الآيات وأخبار الأمم