١٢٨ - قوله وهو الذي يرسل الرياح ٥٧ في هذه السورة وفي الروم بلفظ المستقبل وفي الفرقان وفاطر بلفظ الماضي لأن ما قبلها في هذه السورة ذكر الخوف والطمع وهو قوله وادعوه خوفا وطمعا ٥٦ وهما يكونان في المستقبل لا غير فكان يرسل بلفظ المستقبل أشبه بما قبله وفي الروم قبله ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقهم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ٤٦ فجاء بلفظ المستقبل لفقا لما قبله
وأما في الفرقان فإن قبله كيف مد الظل ٤٥ الآية وبعد الآية وهو الذي جعل لكم ٤٧ ومرج ٥٣ وخلق ٥٤ فكان الماضي أليق به
وفي فاطر مبني على أول السورة الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة وهما بمعنى الماضي لا غير فبنى على ذلك فقال أرسل بلفظ الماضي ليكون الكل على مقتضى اللفظ الذي خص به
١٢٩ - قوله لقد أرسلنا نوحا ٥٩ في هذه السورة بغير واو وفي هود ٢٥ والمؤمنين ٢٣ ولقد بالواو لأنه لم يتقدم في هذه السورة ذكر رسول فيكون هذا عطفا عليه بل هو استئناف كلام وفي هود تقدم ذكر الرسول مرات وفي المؤمنين تقدم ذكر نوح ضمنا في قوله وعلى الفلك ١٢ لأنه أول من صنع الفلك فعطف في السورتين بالواو
١٣٠ - قوله أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ٥٩ بالفاء في هذه السورة وكذلك في المؤمنين في قصة نوح فقال ٢٣ وفي هود في قصة نوح إنى لكم ٢٥ بغير قال وفي هذه السورة في قصة عاد بغير فاء لأن إثبات الفاء هو الأصل وتقديره أرسلنا نوحا فجاء فقال فكان في هذه السورة والمؤمنين على ما يوجبه اللفظ
وأما في هود فالتقدير فقال إني فأضمر قال وأضمر معه الفاء وهذا كما قلنا في قوله تعالى وأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم ٣ ١٠٦ أي فيقال لهم أكفرتم فأضمر الفاء والقول معا
وأما قصة عاد فالتقدير وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا فقال فأضمر أرسلنا وأضمر الفاء لأن داعي الفاء أرسلنا


الصفحة التالية
Icon