ذهب موسى لميقات ربه (... وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ، قبل الله توبة موسى وبين له اصطفاءه له (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء... من أحكام شريعته عليه السلام، ويقول الله عن هذه الألواح :( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً )... ، وقد بين - سبحانه وتعالى جزاءهم فى الآخرة.
وفى غيبة موسى الأربعين ليلة (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار... ، .. وزين لهم الشيطان عبادة العجل التى تقبلها المصريون فى نفوسهم.
وإن الناس يضلون فإذا رأوا داعية الهداية ذهب عنهم ضلالهم فلما رأوا موسى سقط فى أيديهم (... وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا، وقال : بئسما خلفتمونى من بعدى، وأخذ يعتب على أخيه هارون (... وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي... ،
أحس موسى بأنه تجاوز فى غضبه فاتجه إلى ربه ضارعا (... رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ) وذكر الله ما سينال الذين اتخذوا العجل ولم يتوبوا، وقال سينالهم غضب من ربهم وذلة.
وبعد أن ذهبت ضجة العجل وسكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفيها


الصفحة التالية
Icon