ويذكر حالهم يوم السبت إذ حرم عليهم الصيد فيه (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ....
ولقد يئس بعض المهتدين منهم من هداية إخوانهم فقالوا :(لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤)، ولقد بين الله تعالى حال الذين نسوا ما ذكروا به، وأنه أنجى الذين ينهون عن السوء، وأصاب الذين ظلموا بعذاب بما كانوا يفسقون، ولقد ذكر الله حال بنى إسرائيل من بعد موسى، فقد بعث عليهم من يسومهم سوء العذاب، وقطعه فى الأرض أمما، وورث من بعدهم خلف يأخذون أدنى ما فى الكتاب وإن ياتهم عرض يأخذوه، ويقولون سيغفر لنا.
وإن بنى إسرائيل قد مردوا على العصيان وقد أخذ الله - تعالى - الميثاق
ورفع الجبل فوقهم كأنه ظلة، وظنوا أنه واقع بهم وأخذ عليهم الميثادتى، وهم تحت تأثير تلك الآية القاطعة، وقال خذوا ما أتيناكم بقوة، ولكنهم نقضوه ولم ينفذوه. ولقد بين الله سبحانه أنه أخذ
(... مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى... )، ودل ذلك على أن التوحيد دين الفطرة وبين سبحانه أن هذه الآية الفطرية التى أودعها الاخلاف والذرية من ينسلخ منها يتبعه الشيطان ويغويه وتكون كل أعماله فى دائرة الشر، (... كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا... وأسوأ الأمثال مثل الذين كذبوا بآيات الله (... وأنفسهم كانوا يظلمون.