ثم قيل جميعها مكي، وهو ظاهر رواية مجاهد وعطاء الخراساني عن ابن عباس، وكذلك نقل عن ابن الزبير، وقيل نزل بعضها في المدينة، قال قتادة آية :﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ [الأعراف : ١٦٣] نزلت بالمدينة، وقال مقاتل من قوله :﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَة﴾ إلى قوله :﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الأعراف : ١٧٢] نزلت بالمدينة، فإذا صح هذا احتمل أن تكون السورة بمكة ثم ألحق بها الآيتان المذكورتان، واحتمل أنها نزلت بمكة وأكمل منها بقيتها تانك الآيتان.
ولم أقف على ما يضبط به تاريخ نزولا، وعن جابر بن زيد أنها نزلت بعد سورة ﷺ قبل سورة ﴿قُلْ أُوحِيَ﴾ [الجن : ١]، وظاهر حديث ابن عباس في صحيح البخاري أن سورة ﴿قُلْ أُوحِيَ﴾ أنزلت في أول الإسلام حين ظهور دعوة محمد ﷺ، وذلك في أيام الحج، ورسول الله ﷺ متوجه بأصحابه إلى سوق عكاظ، فلعل ذلك في السنة الثانية من البعثة، ولا أحسب أن سورة الأعراف قد نزلت في تلك المدة لأن السور الطوال يظهر أنها لم تنزل في أول البعثة.
ولم أقف على هاتين التسميتين في كلام غيره.
وهي من السبع الطوال التي جعلت في أول القرآن لطولها وهي سور : البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، وبراءة وقد المدني منها وهي سور : البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة ؛ ثم ذكر المكي وهو : الأنعام، والأعراف على ترتيب المصحف العثماني اعتبارا بأن سورة الأنعام أنزلت بمكة بعد سورة الأعراف فهي أقرب إلى المدني من السور الطوال.


الصفحة التالية
Icon