لقد أرسلنا نوحا إلى قومه، فقال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم. قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين. قال: يا قوم ليس بي ضلالة، ولكني رسول من رب العالمين. أبلّغكم رسالات ربي، وأنصح لكم، وأعلم من الله ما لا تعلمون. أو عجبتم أن جاءكم ذكرمن ربكم على رجل منكم لينذركم، ولتتقوا، ولعلكم ترحمون ؟ فكذبوه، فأنجيناه والذين معه في الفلك، وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا، إنهم كانوا قوما عمين)...
وإلى مدين أخاهم شعيبا قال: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. قد جاءتكم بينة من ربكم، فأوفوا الكيل والميزان، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها. ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين. ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به، وتبغونها عوجا، واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم، وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين. وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين، قال الملأ الذين استكبروا من قومه: لنخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا. قال: أو لو كنا كارهين ؟ قد افترينا على الله كذباً إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها، وما يكون لنا أن نعود فيها - إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شيء علماً - على الله توكلنا. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. وقال الملأ الذين كفروا من قومه: لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون. فأخذتهم الرجفة، فأصبحوا في دارهم جاثمين. الذين كذبوا شعيباً كأن لم يغنوا فيها. الذين كذبوا شعيباً كانوا هم الخاسرين. فتولى عنهم وقال: يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم، فكيف آسى على قوم كافرين ؟..


الصفحة التالية
Icon