* وتناولت السورة كذلك المثل المخزي لعلماء السوء، وصورتهم بأشنع وأقبح ما يمكن للخيال ان يتصوره، صورة الكلب اللاهث الذي لا يكف عن اللهث، ولا ينفك عن التمرغ في الطين والأوحال [ ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ] وتلك لعمر الحق اقبح صورة مزرية، لمن رزقه الله العلم النافع فاستعمله لجمع الحطام الفاني، وكان العلم خزيا ووبالا عليه، لأنه لم ينتفع بهذا العلم، ولم يستقم على طريق الإيمان وانسلخ من النعمة، وأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
* وقد ختمت السورة الكريمة بإثبات التوحيد، والتهكم بمن عبدوا ما لا يضر ولا ينفع، ولا يبصر ولا يسمع، من أحجار وأصنام اتخذوها شركاء مع الله، وهو جل وعلا وحده الذي خلقهم وصورهم، ويعلم متقلبهم ومثواهم، وهكذا ختمت السورة الكريمة بالتوحيد كما بدأت بالتوحيد، فكانت الدعوة إلى الإيمان بوحدانية الرب المعبود في البدء والختام.
التسمية :
سميت هذه السورة بسورة الأعراف لورود ذكر اسم (الأعراف ) فيها، وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، روى ابن جرير عن حذيفة انه سئل عن أصحاب الأعراف فقال : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة، وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار، فوقفوا هنالك على السور، حتى يقضي الله فيهم بحكمه العادل. التفسيرسورة الأعراف
قال الله تعالى :[ المص كتاب أنزل إليك فلا يكن فى صدرك حرج منه.. إلى.. ويحسبون أنهم مهتدون ] من آية ( ١ ) إلى نهاية آية ( ٣٠). أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ١ صـ ٤٣٥﴾


الصفحة التالية
Icon