وقال الزمخشري : ويجوز فما كان استغاثتهم إلاّ قولهم هذا لأنه لا مستغاث من الله بغيره من قولهم ﴿ دعواهم ﴾ بالكعب قالوا ودعواهم اسم كان وإلا أن قالوا الخبر وأجازوا العكس والأول هو الذي يقتضي نصوص المتأخّرين أن لا يجوز إلا هو فيكون ﴿ دعواهم ﴾ الاسم و﴿ إلا أن قالوا ﴾ الخبر لأنه إذا لم تكن قرينة لفظية ولا معنوية تبين الفاعل من المفعول وجب تقديم الفاعل وتأخير المفعول نحو : ضرب موسى عيسى وكان وأخواتها مشبّهة في عملها بالفعل الذي يتعدّى إلى واحد، فكما وجب ذلك فيه وجب ذلك في المشبّه به وهو كان ودعواهم وإلا أن قالوا لا يظهر فيهما لفظ يبين الاسم من الخبر ولا معنى فوجب أن يكون السابق هو الاسم واللاحق الخبر. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ ﴾
أي دعاؤهم واستغاثتُهم ربَّهم أو ما كانوا يدّعونه من دينهم وينتحِلونه من مذهبهم ﴿ إِذْ جَاءهُم بَأْسُنَا ﴾ عذابُنا وعاينوا أَماراتَه ﴿ إِلاَّ أَن قَالُواْ ﴾ جميعاً ﴿ إِنَّا كُنَّا ظالمين ﴾ أي إلا اعترافَهم بظلمهم فيما كانوا عليه وشهادتَهم ببطلانه تحسراً عليه وندامةً وطمعاً في الخلاص، وهيهاتَ ولاتَ حينَ نجاةٍ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾