من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
سورة الأعراف
بسم الله الرحمن الرحيم.
الباء مكسورة في نفسها وعملها الخفض لأنها من الحروف الجارة للأسماء وهي صغيرة القامة في الخط، ونقطها الذي تتميز به عن غيرها واحد وهو نهاية القلة، ثم موضع هذه النقطة أسفل الحرف، فهي تشير إلى التواضع والخضوع بكل وجه.
والسين " من بسم الله " حرف ساكن فالإشارة من الباء ألا تذر - في الخضوع والتذلل، والجهد والتوسل - ميسورا، ثم تسكن منتظرا للتقدير، فإن من القبول بفضله.
فذلك المأمول، وإن رد بحكم فله الحكم، فتوافق تقديره بالموافقة في الرضا به، إذ الميم تشير إلى مننه إن شاء، ثن إلى موافقتك لتقديره بالرضا به إن لم يمن، .
ويقال الباء تشير إلى بيان قلوب أهل الحقائق بلطائف المكاشفات بما يختصهم الحق سبحانه بذلك من دون الخلق، فهم على بيان مما يخفى على الخلق فالغيب لهم كشف، والخبر لهم عيان، وما للناس علم فلهم وجود.
والسين تشير إلى سرور قلوبهم عند تقريبات البسط بما ).
. ( فيه من وجوه المراعاة وصنوف لطائف المناجاة، فهم في جنات النعيم، وعيش بسط وتكريم، ودوام روح مقيم.
والميم تشير إلى محبة الحق - سبحانه - لهم بدءا فإنها هي اللموجبة لمحابهم، إذ عنها صدر كل حب فبمحبته لهم أحبوه، وبقصده إليهم طلبوه، وبإرادته لهم أرادوه.
ويقال نزهة أسرار الموحدين في الإناحة بعقوةبسم الله، فمن حل تلك الساحة رتع في حدائق القدس، واستروح إلى نسيمك الأنس.