إِحداها : امتحان الخلق بالإِيمان بذلك في الدنيا.
والثانية : إظهار علامة السعادة والشقاوة في الأخرى.
والثالثة : تعريف العباد ما لهم من خير وشر.
والرابعة : إقامة الحجة عليهم.
والخامسة : الإعلام بأن الله عادل لا يظلم.
ونظير هذا أنه أثبت الاعمال في كتاب، واستنسخها من غير جواز النسيان عليه. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ والوزن يَوْمَئِذٍ الحق ﴾ ابتداء وخبر.
ويجوز أن يكون ﴿ الحق ﴾ نعته، والخبر ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾.
ويجوز نصب ﴿ الحق ﴾ على المصدر.
والمراد بالوزن وزن أعمال العباد بالميزان.
قال ابن عمر : توزن صحائف أعمال العباد.
وهذا هو الصحيح، وهو الذي ورد به الخبر على ما يأتي.
وقيل : الميزان الكتاب الذي فيه أعمال الخلق.
وقال مجاهد : الميزان الحسنات والسيئات بأعيانها.
وعنه أيضاً والضحاكِ والأعمش : الوزن والميزان بمعنى العدل والقضاء، وذِكر الوزن ضربُ مثلٍ ؛ كما تقول : هذا الكلام في وزن هذا وفي وزانه، أي يعادله ويساويه وإن لم يكن هناك وَزْنٌ.
قال الزجاج : هذا سائغٌ من جهة اللسان، والأولى أن يتبع ما جاء في الأسانيد الصحاح من ذكر الميزان.
قال القشيرِيّ : وقد أحسن فيما قال، إذ لو حمل الميزان على هذا فليحمل الصراط على الدِّين الحق، والجنة والنار على ما يرد على الأرواح دون الأجساد، والشياطينُ والجنّ على الأخلاق المذمومة، والملائكة على القوى المحمودة.
وقد أجمعت الأُمة في الصدر الأوّل على الأخذ بهذه الظواهر من غير تأويل.
وإذا أجمعوا على منع التأويل وجب الأخذ بالظاهر، وصارت هذه الظواهر نصوصاً.
قال ابن فُورَك : وقَدْ أنكرت المعتزلة الميزان بناءً منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها، إذ لا تقوم بأنفسها.
ومن المتكلِّمين من يقول : إن الله تعالى يقلِب الأعراض أجساماً فيزنها يوم القيامة.