وقال السمرقندى :
﴿ وَمَنْ خَفَّتْ موازينه ﴾
أي رجحت سيئاته على حسناته ﴿ فأولئك الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُم ﴾ أي غبنوا حظ أنفسهم ﴿ بِمَا كَانُواْ بآياتنا يَظْلِمُونَ ﴾ بما كانوا بآياتنا يجحدون، بأنه ليس من الله تعالى.
وقد ذكر الموازين بلفظ الجمع.
قال بعضهم : لأن المراد بها جميع الموزون.
وقال بعضهم : أراد به الميزان لأن الميزان يشتمل على الكفتين والشاهين والخيوط.
وقد ذكر باسم الجماعة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ يِظْلِمُونَ ﴾ يجحدون قال حذيفة : صاحب الموازين يوم القيامة جبرائيل يقول الله تعالى " يا جبرائيل زن بينهم فردَّ بعضهم على بعض " قال : وليس ثمّ ذهب ولا فضّة وإن كان للظالم حسنات أخذ من حسناته فيرد على المظلوم وإن لم يكن له حسنات يحمل عليه من سيئات صاحبه، يرجع الرجل وعليه مثل الجبال.
قال ابن عباس : توزن الحسنات والسيئات في ميزان لسان وكفتان فأمّا المؤمن فيؤتي بعمله في أحسن صورة فيرتفع في كفّة الميزان وهو الحق فينقل حسناته على سيئاته فيوضع عمله في الجنّة يعرفها بعمله فذلك قوله :﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فأولئك هُمُ المفلحون ﴾ الناجون ولهم غرف بمنازلهم في الجنّة إذا أنصرفوا إليها من أهل [ الجنّة ] إذا أنصرفوا إلى منازلهم.
وأمّا الكفّار فيؤتى بأعمالهم في أقبح صورة فيوضع في كفّة الميزان وهي الباطل فيخفّ وزنه حتّى يقع في النار ثمّ يقال للكافر : اِلحقْ بعملك.
فإن قيل : كيف يصح وزن الأعمال وهي أعراض وليست بأجسام فيجوز وزنها ووصفها بالثقل والخفة وإنما توزن الأعمال التي فيها أعمال العباد مكتوبة.