وقال الطبري والصواب في ذلك أن يقال إن في الكلام محذوفاً تقديره ما منعك من السجود فأحوجك إن لا تسجد فترك ذكر ذلك أحوجك استغناء عنه بمعرفة السامعين به ونقل الإمام فخر الدين الرازي عن القاضي قال : ذكر الله تعالى المنع وأراد الداعي فكأنه قال ما دعاك إلى أن لا تسجد لأن مخالفة الله تعالى عظيمة يتعجب منها ويسأل عن الداعي إليها.
فإن قلت : لم سأله عن المانع له من السجود وهو أعلم به؟
قلت : إنما سأله للتوبيخ والتقريع له ولإظهار معاندته وكفره وافتخاره بأصله وحسده لآدم عليه الصلاة والسلام ولذلك لم يت الله عليه ﴿ قال ﴾ يعني قال إبليس مجيباً لله تعالى عما سأله عنه ﴿ أنا خير منه ﴾.
فإن قلت قوله أنا خير منه ليس بجواب عما سأله عنه في قوله تعالى :﴿ ما منعك أن لا تسجد ﴾ فلم يجب بما منعه من السجود فإنه كان ينبغي له أن يقول منعني كذا وكذا ولكنه قال أنا خير منه.