الجمهور على أنّ الضمير عائد على الجنة والخلاف فيه كالخلاف في ﴿ فاهبط منها ﴾ وهذه ثلاث أوامر أمر بالهبوط مطلقاً، وأمر بالخروج مخبراً أنه ذو صغار، وأمر بالخروج مقيداً بالذمّ والطرد، وقال قتادة :﴿ مذؤوماً ﴾ لعيناً، وقال الكلبي : ملوماً، وقال مجاهد : منفيّاً، وقيل : ممقوتاً و﴿ مدحوراً ﴾ مبعداً من رحمة الله أو من الخير أو من الجنة أو من التوفيق أو من خواصّ المؤمنين أقوال متقاربة، وقرأ الزهري وأبو جعفر والأعمش : مذوماً بضم الذال من غير همز فتحتمل هذه القراءة وجهين أحدهما، وهو الأظهر، أن تكون من ذأم المهموز سهل الهمزة وحذفها وألقى حركتها على الذّال والثاني أن يكون من ذام غير المهموز يذيم كباع يبيع فأبدل الواو بياء كما قالوا في مكيل مكول، وانتصب ﴿ مدحوراً ﴾ على أنه حال ثانية على من جوّز ذلك أو حال من الضمير في ﴿ مذؤوماً ﴾ أو صفة لقوله ﴿ مذؤوماً ﴾.


الصفحة التالية
Icon