وقال الآلوسى :
﴿ قَالَ ﴾ استئناف كما مر غير مرة.
﴿ اخْرُجْ مِنْهَا ﴾ أي من الجنة أو من زمرة الملائكة أو من السماء الخلاف السابق ﴿ مَذْءومًا ﴾ أي مذموماً كما روي عن ابن زيد أو مهاناً لعينا كما روي عن ابن عباس وقتادة، وفعله ذأم.
وقرأ الزهري ﴿ مذوماً ﴾ بذال مضمومة وواو ساكنة وفيه احتمالان الأول أن يكون مخففاً من المهموز بنقل حركة الهمزة إلى الساكن ثم حذفها، والثاني أن يكون من ذام بالألف كباع وكان قياسه على هذا مذيم كمبيع إلا أنه أبدلت الواو من الياء على حد قولهم ؛ مكول في مكيل مع أنه من الكيل، ونصبه على الحال وكذا قوله تعالى :﴿ مَذْمُومًا مَّدْحُورًا ﴾ وهو من الدحر بمعنى الطرد والإبعاد، وجوز في هذا أن يكون صفة.
واللام في قوله سبحانه :﴿ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾ على ما في "الدر المصون" موطئة للقسم و( من ) شرطية في محل رفع مبتدأ.
وقوله عز اسمه ﴿ لأَمْلأَنَّ مَنْكُمْ أَجْمَعينَ ﴾ جواب القسم وهو ساد مسد جواب الشرط، والخلاف في خبر المبتدأ في مثل ذلك مشهور، وجوز أن تكون اللام لام الابتداء و( من ) موصولة مبتدأ صلتها ﴿ ﴾ جواب القسم وهو ساد مسد جواب الشرط، والخلاف في خبر المبتدأ في مثل ذلك مشهور، وجوز أن تكون اللام لام الابتداء و( من ) موصولة مبتدأ صلتها ﴿ تَبِعَكَ ﴾ والجملة القسمية خبر.
وقرأ عصمة عن عاصم ﴿ لِمَنْ ﴾ بكسر اللام فقيل.
إنها متعلقة بلأملان.
ورد بأن لام القسم لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وقيل : إنها متعلقة بالذأم والدحر على التنازع وأعمال الثاني أي أخرج بهاتين الصفتين لأجل اتباعك وقيل : إن الجار والمجرور خبر مبتدأ محذوف يقدر مؤخراً أي لمن اتبعك هذا الوعيد.
ودل على قوله سبحانه :﴿ لاَمْلاَنَّ ﴾ الخ، ولعل ذلك مراد الزمخشري بقوله : أن ﴿ لاَمْلاَنَّ ﴾ في محل المبتدأ و﴿ لَّمَن تَبِعَكَ ﴾ خبره كما يرشد إليه بيان المعنى.
و﴿ مّنكُمْ ﴾ بمعنى منك ومنهم فغلب فيه المخاطب كما في قوله سبحانه :﴿ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [ النحل : ٥٥ ] ثم إن الظاهر أن هذه المخاطبات لأبليس عليه اللعنة كانت منه عز وجل من غير واسطة وليس المقصود منها الإكرام والتشريف بل التعذيب والتعنيف، وذهب الجبائي إلى أنها كانت بواسطة بعض الملائكة لأن الله تعالى لا يكلم الكافر وفيه نظر. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon