فإن قلت : قال في سورة البقرة وكلا بالواو وقال هنا فكلا بالفاء فما الفرق؟
قلت : قال الإمام فخر الدين الرازي إن الواو تفيد الجمع المطلق والفاء تفيد الجمع على سبيل التعقيب فالمفهوم من الفاء نوع داخل تحت المفهوم من الواو ولا منافاة بين النوع والجنس ففي سورة البقرة ذكر الجنس وهنا ذكر النوع ﴿ ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ﴾ تقدم في سورة البقرة الكلام على تفسير هذه الآية مستوفى. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ﴾.
أي وقلنا يا آدم وتقدّم تفسير هذه الآية في البقرة.
إلا أن هنا فكلا من حيث شئتما وفي البقرة ﴿ وكلا منها رغداً حيث شئتما ﴾، قالوا : وجاءت على أحد محاملها وهو أن يكون الثاني بعد الأول وحذف رغداً هنا على سبيل الاختصار وأثبت هناك لأنّ تلك مدنية وهذه مكية فوُفّي المعنى هناك باللفظ. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon