وروي في القصص أن آدم قال في جملة اعتذاره : ما ظننت يا رب أن أحداً يحلف حانثاً، فقال بعض العلماء خدع الشيطان آدم بالله عز وجل فانخدع، ونحن من خدعنا بالله عز وجل انخدعنا له، وروي نحوه عن قتادة، واللام في قوله ﴿ لكما ﴾ متعلقة بالناصحين، فقال بعض الناس مكي وغيره : ذلك على أن تكون الألف واللام لتعريف الجنس لا بمعنى الذي، لأنها إذا كانت بمعنى الذي كان قوله ﴿ لكما ﴾ داخلاً في الصلة فلا يجوز تقديمه، وأظن أن أبا علي الفارسي خرج جواز تقديمه وهي بمعنى الذي، والظاهر أنه إن جعلت بمعنى الذي كانت اللام في قوله ﴿ لكما ﴾ متعلقة بمحذوف تقديره إني ناصح لكما من الناصحين، وقال أبو العالية في بعض القراءة " وقاسمهما بالله ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَقَاسَمَهُمَآ ﴾ أي حلف لهما.
يقال : أقسم إقساماً ؛ أي حَلف.
قال الشاعر :
وقاسمها بالله جَهْداً لأنتم...
ألَذّ من السلوى إذا ما نَشُورها
وجاء "فاعلت" من واحد.
وهو يردّ على من قال : إن المفاعلة لا تكون إلا من اثنين.
وقد تقدّم في "المائدة".
﴿ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين ﴾ ليس "لكما" داخلاً في الصلة.
والتقدير : إني ناصح لكما لمن الناصحين ؛ قاله هشام النحويّ.
وقد تقدّم مثله في "البقرة".
ومعنى الكلام : اتبعاني أرشدكما ؛ ذكره قتادة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ وقاسمهما ﴾ أي وأقسم وحلف لهما وهذا من المفاعلة التي تختص بالواحد ﴿ إني لكما لَمن الناصحين ﴾ قال قتادة : حلف لهما بالله تعالى حتى خدعهما وقد يُخدع المؤمن بالله فقال إني خُلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما وقال بعض العلماء : من خادعنا بالله خدعنا له. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon