وأما أنت يا حية فأقطع رجليك فتمشين على وجهك وسيشدخ وجهك كل من لقيك.
وأما أنت يا إبليس فملعون.
﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ في موضع الحال من فاعل ﴿ اهبطوا ﴾ وهي حال مقارنة أو مقدرة، واختار بعض المعربين كون الجملة استئنافية كأنهم لما أمروا بالهبوط سألوا كيف يكون حالنا؟ فأجيبوا بأن بعضكم لبعض عدو، وأمر العداوة على تقدير دخول الشيطان في الخطاب ظاهر، وأما على تقدير التخصيص بآدم وحواء عليهما السلام فقد قيل : إنه باعتبار أن يراد بهما ذريتهما إما بالتجوز كإطلاق تميم على أولاده كلهم أو يكتفي بذكرهما عنهم، واختار بعضهم كون العداوة هنا بمعنى الظلم أي : يظلم بعضكم بعضاً بسبب تضليل الشيطان فليفهم.
﴿ وَلَكُمْ فِى الأرض مُسْتَقَرٌّ ﴾ أي استقرار أو موضع استقرار فهو إما مصدر ميمي أو اسم مكان.
وجوز أن يكون اسم مفعول بمعنى ما استقر ملككم عليه وجاز تصرفكم فيه.
ولا يخفى أنه خلاف الظاهر ومحتاج إلى الحذف والإيصال، واللفظ في نفسه يحتمل أن يكون اسم زمان إلا أنه غير محتمل هنا لأنه يتكرر مع قوله سبحانه :﴿ ومتاع ﴾ أي بلغة ﴿ إلى حِينٍ ﴾ يريد به وقت الموت، وقيل : القيامة وتجعل السكنى في القبر تمتعاً في الأرض أو يقال : معنى ﴿ لَكُمْ ﴾ لجنسكم ولمجموعكم، والظرف قيل : متعلق بمتاع أو به وبمستقر على التنازع إن كان مصدراً.
وقيل : إنه متعلق بمحذوف وقع صفة لمتاع. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٨ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon