وقال السمرقندى :
﴿ يا بنى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا ﴾
يقول خلقنا لكم الثياب ﴿ يوارى سَوْءتِكُمْ ﴾ يعني يستر عوراتكم، ويقال معناه أنزلنا عليكم المطر ينبت لكم القطن والكتَّان لباساً لكم ﴿ وَرِيشًا ﴾ قرأ الحسن البصري ورياشاً بالألف.
وقرأ غيره وريشاً بغير ألف وقال القتبي : الريش والرياش ما ظهر من اللباس، وريش الطائر ما ستره الله به.
ويقال : الرياش : المال والمعاش.
قال الفقيه : حدّثنا محمد بن الفضل.
قال : حدّثنا محمد بن جعفر حدّثنا إبراهيم بن يوسف عن أبي أمامة عن عوف بن أبي جميلة عن معبد الجهني في قوله :﴿ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا ﴾ قال : هو ما تلبسون ورياشاً قال المعاش ﴿ وَلِبَاسُ التقوى ﴾ هو الحياء ﴿ ذلك خَيْرٌ ﴾ أي لباس التقوى وهو الحياء خير من الثياب، لأن الفاجر إنْ كان حسن الثياب فإنه بادي العورة ألا ترى إلى قول الشاعر حيث يقول :
إني كأني أرى من لا حياء له.
.. ولا أمانة وسط القوم عريانا
وقال القتبي :﴿ لِبَاسَ التقوى ﴾ أي ما ظهر عليه من السكينة والوقار والعمل الصالح كما قال :﴿ وَضَرَبَ الله مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ﴾ [ النحل : ١١٢ ] أي ما ظهر عليهم من سوء آثارهم وتغيُّر حالهم.
ويقال :﴿ لِبَاسَ التقوى ﴾ الإيمان.
ويقال : العفة.
قرأ نافع والكسائي وابن عامر ﴿ لِبَاسَ التقوى ﴾ بالنصب يعني : أنزل لباس التقوى ومعناه : ستر العورة.
وقرأ الباقون بالضم لِبَاسُ على معنى الابتداء.
ويقال : فيه مضموم يعني : هو ﴿ لِبَاسَ التقوى ﴾ ومعناه : ستر العورة أي لباسُ المتقين.
وقرأ عبد الله بن مسعود ﴿ وَلِبَاسُ التقوى ﴾ خير.