أي بالمال ويحتمل أن يريد خلقنا فجاءت العبارة ب ﴿ أنزلنا ﴾ كقوله ﴿ وأنزلنا الحديد فيه بأس ﴾ [ الحديد : ٢٥ ] وقوله :﴿ وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ﴾ [ الزمر : ٦ ] وأيضاً فخلق الله عز وجل وأفعاله إنما هي من علو في القدر والمنزلة، و﴿ لباساً ﴾ عام في جميع ما يلبس، و﴿ يوراي ﴾ يستر، وفي حرف أبيّ " سوءاتكم وزينة ولبس التقوى " وفي مصحف ابن مسعود " ولباس التقوى خير ذلكم "، ويروى عنه ذلك، وسقطت " ذلك " الأولى، وقرأ سكن النحوي " ولبوسُ التقوى " بالواو مرفوعة السين، وقرأ الجمهور من الناس " وريشاً " وقرأ الحسن وزر بن حبيش وعاصم فيما روى عنه أبو عمرو أيضاً، وابن عباس وأبو عبد الرحمن ومجاهد وأبو رجاء وزيد بن علي وعلي بن الحسين وقتادة " ورياشاً "، قال أبو الفتح : وهي قراءة النبي ﷺ، قال أبو حاتم : رواها عنه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهما عبارتان عن سعة الرزق ورفاهية العيش ووجود الملبس والتمتع، وفسره قوم بالأثاث، وفسره ابن عباس بالمال، وكذلك قال السدي والضحاك، وقال ابن زيد " الريش " الجمال، وقيل " الرياش " جمع ريش كبير وبئار وذيب وذياب ولصب ولصاب وشعب وشعاب وقيل الرياش مصدر من أراشه الله يريشه إذا أنعم عليه، والريش مصدر أيضاً من ذلك وفي الحديث " رجل راشه الله مالاً ".
قال القاضي أبو محمد : ويشبه أن هذا كله من معنى ريش الطائر وريش السهم إذ هو لباسه وسترته وعونه على النفوذ، وراش الله مأخوذ من ذلك، ألا ترى أنها تقرن ببرى ومن ذلك قول الشاعر :[ لعمير بن حباب ]
فرشني بخير طال ما قد بريتني... وخير الموالي من يريش ولا يبري