والواو للعطف وما بعده قيل : معطوف على الأمر الذي ينحل إليه المصدر مع أن أي أن أقسطوا.
والمصدر ينحل إلى الماضي والمضارع والأمر، وقال الجرجاني : إنه عطف على الخبر السابق المقول لقل وهو إنشاء معنى، وإن أبيت فالكلام من باب الحكاية.
وجوز أن يكون هناك قل مقداراً معطوفاً على نظيره.
و﴿ أَقِيمُواْ ﴾ مقول له.
وأن يكون معطوفاً على محذوف تقديره قل أقبلوا وأقيموا.
﴿ وادعوه ﴾ أي اعبدوه ﴿ مُخْلِصِينَ لَهُ الدين ﴾ أي الطاعة فالدعاء بمعنى العبادة لتضمنها له والدين بالمعنى اللغوي.
وقيل : إن هذا أمر بالدعاء والتضرع إليه سبحانه على وجه الإخلاص أي ارغبوا إليه في الدعاء بعد إخلاصكم له في الدين ﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ ﴾ أي أنشأكم ابتداءً ﴿ تَعُودُونَ ﴾ إليه سبحانه فيجازيكم على أعمالكم فامتثلوا أوامره أو فأخلصوا له العبادة فهو متصل بالأمر قبله.
وقال الزجاج : إنه متصل بقوله تعالى :﴿ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ﴾ [ الأعراف : ٢٥ ] ولا يخفى بعده.
ولم يقل سبحانه : يعيدكم كما هو الملائم لما قبله إشارة إلى أن الإعادة دون البدء من غير مادة بحيث لو تصور الاستغناء عن الفاعل لكان فيها دونه فهو كقوله تعالى :﴿ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾ [ الروم : ٢٧ ] سواء كانت الإعادة الإيجاد بعد الإعدام بالكلية أو جمع متفرق الأجزاء.
وإنما شبهها سبحانه بالإبداء تقريراً لإمكانها والقدرة عليها.
وقال قتادة : المعنى كما بدأكم من التراب تعودون إليه كما قال سبحانه :﴿ مِنْهَا خلقناكم وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ ﴾ [ طه : ٥٥ ] وقيل : المعنى كما بدأكم لا تملكون شيئاً كذلك تبعثون يوم القيامة.
وعن محمد بن كعب أن المراد أن من ابتدأ الله تعالى خلقه على الشقوة صار إليها وإن عمل بأعمال أهل السعادة ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إليها وإن عمل بعمل أهل الشقاوة.