وقال الحسن : وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا" قالوا : لو كره الله ما نحن عليه لنقلنا عنه.
﴿ قُلْ إِنَّ الله لاَ يَأْمُرُ بالفحشآء ﴾ بيّن أنهم متحكّمون، ولا دليل على أن الله أمرهم بما ادعوا.
وقد مضى ذمّ التقليد وذمّ كثير من جهالاتهم.
وهذا منها. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ وإذا فعلوا فاحشة ﴾
قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد : هي طوافهم بالبيت عراة الرجال والنساء.
وقال عطاء : هي الشرك والفاحشة اسم لكل قبيح فيدخل فيه جميع المعاصي والكبائر فيمكن حملها على الإطلاق وإن كان السبب مخصوصاً بما ورد من طوافهم عراة ولما كانت هذه الأفعال التي كانت أهل الجاهلية يفعلونها ويعتقدون أنها طاعات وهي في نفسها فواحش ذمهم الله تعالى عليها ونهاهم عنها فاحتجوا عن هذه الأفعال بما أخبر الله عنهم وهو قوله تعالى :﴿ قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ﴾ فذكروا لأنفسهم عذرين أحدهما محض التقليد وهو قولهم وجدنا على هذا الفعل آباءنا وهذا التقليد باطل لأنه لا أصل له، والعذر الثاني قولهم والله أمرنا بها وهذا العذر أيضاً باطل وقد أجاب الله تعالى عنه بقوله ﴿ قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ﴾ والمعنى أن هذه الأفعال التي كان أهل الجاهلية يفعلونها هي في أنفسها قبيحة منكرة فكيف يأمر الله تعالى بها والله لا يأمر بالفحشاء بل يأمر بما فيه مصالح العباد ثم قال تعالى رداً عليهم ﴿ أتقولون على الله ما لا تعلمون ﴾ يعني انكم سمعتم كلام الله تعالى ابتداء من غير واسطة ولا أخذتموه عن الأنبياء الذين هم وسائط بين الله تعالى وبين عباده في تبليغ أوامره ونواهيه وأحكامه لأنكم تنكرون نبوّة الأنبياء فكيف تقولون على الله ما لا تعلمون. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾