وقال السمرقندى :
﴿ يا بنى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ ﴾
أي البسوا ثيابكم واستروا عوراتكم عند كل صلاة.
قال السدي : كان هؤلاء والذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون الودك.
فقال الله تعالى :﴿ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ واشربوا وَلاَ تُسْرِفُواْ ﴾ في التحريم.
ويقال : الإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله أو يأكل مما يحل له أكله فوق القصد ومقدار الحاجة.
وقيل لبعض الأطباء : هل وجدت الطب في كتاب الله تعالى؟ قال : نعم قد جمع الله الطب كله في هذه الآية ﴿ وكُلُواْ واشربوا وَلاَ تُسْرِفُواْ ﴾ ثم قال :﴿ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين ﴾ أي لا تحرموا ما أحل الله لكم، فإنَّ المحرم ما أحل الله كالمحل ما حرم الله تعالى. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ يا بني ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾
قال المفسّرون : كانت بنو عامر في الجاهلية يطوفون في البيت عُراة الرجال بالنهار والنساء بالليل، وكانوا إذا قدموا مسجد منى طرح أحدهم ثيابه في رحله وإن طاف وهي عليه ضُرب [ وانبزعت ] منه فأنزل الله تعالى :﴿ يا بني ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ يعني الثياب.
وقال مجاهد : ما تواري به عورتك [ للصلاة والطواف ] وقال عطيّة وأبو روق وأبو رزين : المشط. وسمعت أبو القاسم الحبيبي يقول : سمعت أبا الهيثم [ الجهني ] يحكي عن السنوخي القاضي :﴿ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ يعني : رفع الأيدي في مواقيت الصلاة.
وروى علي عن النبيّ ﷺ في الخبر، قول جبرائيل ( عليه السلام ) للنبي ﷺ :" إن لكل شيء زينة وإن زينة الصلاة برفع الأيدي فيها في ثلاث مواضع إذا تحرمت ( للصلاة ) : إذا كبرت، وإذا ركعت، وإذا رفعت رأسك من الركوع ".


الصفحة التالية
Icon