وقال السمرقندى :
ثم أخبرهم بما حرّم عليهم فقال :﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ الفواحش مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم ﴾ يعني : المعاصي.
ويقال الإثم يعني : الخمر كما قال القائل :
شربت الإثم حتى ضلّ عقلي.
.. كذاك الإثم يذهب بالعقول
﴿ والبغى ﴾ يعني : حرم الاستطالة وظلم الناس ﴿ بِغَيْرِ الحق وَأَن تُشْرِكُواْ بالله ﴾ يقول : وحرّم أن تشركوا بالله ﴿ مَا لَمْ يُنَزّلْ بِهِ سلطانا ﴾ يقول : ما لم ينزل به كتاباً فيه عذركم وحجة لكم ﴿ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله ﴾ أي وحرم عليكم أن تقولوا على الله ﴿ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ أنه حرم عليكم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفواحش ﴾
يعني الطواف عُراة ﴿ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ طواف الرجال بالنهار ﴿ وَمَا بَطَنَ ﴾ طواف النساء بالليل.
وقيل : هي الزنا و[ المخالة ].
وقال النبيّ ﷺ :" ليس أحد أحب إليه من المدح من الله سبحانه من أجل ذلك مدح نفسه، وليس أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش، ما ظهر منها وما بطن، وليس أحد أحب إليه العذر من الله عزّ وجلّ من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل ".
﴿ والإثم ﴾ يعني الذنب والمعصية. وقال الحسن : الإثم الخمر. وقال الشاعر :

شربت الإثم ظل عقلي كذلك الأثمّ يذهب بالعقول
وقال الآخر :
نشرب الإثم بالصواع جهاراً ونرى السكر بيننا مستعارا
﴿ والبغي ﴾ وهو الظلم ﴿ بِغَيْرِ الحق وَأَن تُشْرِكُواْ بالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً ﴾ حجة وبرهاناً ﴿ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ تحريم الملابس والمأكل. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon